إذا راقبنا بعض الإتصالات اليومية التي تحدث كل يوم في الشركة، نجد أنه هنالك الكثير من سوء التفاهم الذي يحصل بين المتصلين، و قد تكون نسبة سوء التفاهم هذا أكثر من نسبة الفهم. على سبيل المثال، عندما يطرح أحدهم سؤالاً في حين تلوح على وجهه ملامح الرغبة في سماع إجابة معيّنة. فأن تقول لأحدهم: “عرضت عليك هذا الكتاب لأنني أعلم بمقدار حبّك لمنحوتات عصر النهضة الإيطالية” يفرض على هذا الشخص الإجابة بطريقة معيّنة محددة سلفاً… أو يجبره على الإجابة بطريقة فظّة في حال خالفك الرأي. إن موقفاً كهذا قد يعتبر فشلاً في التواصل، لأنه لا يقدم أي معلومات مفيدة للأشخاص المشاركين في هذه العملية. و يمكن أيضاً أن ينظر إليه على أنه نوع من الإكراه في حال تكرر عدة مرّات.
من الأسباب الأخرى التي تحول دون تواصل جيد في الشركة احتكار الحديث و الوقت، أو إعتماد مبدأ العند و عدم تقبل أي فكرة و التزام الصمت التام، جميع هذه الأسباب تلعب دور سلبي في عملية إتخاذ القرارات المستقبلية في الشركة. علاوة على ذلك، إن التلاعب بصحة المعلومات و عدم معالجة القضايا الأساسية أو الإنغماس المفرط في التفاصيل يمكن أن يؤدي إلى فشل في التواصل. أما بعد، فعلينا أن ندرك أن هناك أشكال مختلفة من الأسباب التي تؤدي إلى سوء التفاهم: انعدام الثقة أو المعرفة أو الوقت الكافي للشرح، عدم القدرة على التفسير، و الضوضاء… لكن هنالك دائماً طريقة لتواصل أفضل، لذلك دعونا نأخد الأمور ببساطة و نعطي لأنفسنا الحق في الفشل، لأننا سوف نمارس هذا الحق مراراً و تكراراً!