كيف تتعامل مع الضغط في العمل بطريقة مريحة

كثيراً ما نسمع أن الضغط في العمل أو الإجهاد مضر بالصحة. لكن الواقع هو أكثر تعقيداً من ذلك. قبل كل شيء يجب علينا أن ننسى فكرة أننا قادرون على قمع الإجهاد، لأنه ببساطة لا مفر منه. فلعله من الأفضل لنا إيجاد طريقة لترويضه حتى نتجنّب عواقبه المرضية المحتملة لا بل حتى تحويلها إلى شيء إيجابيبالفعل، إن الطريقة التي ننظر إليها و نتعامل بها مع الإجهاد تلعب دور كبير في حياتنا الخاصة و المهنية.

الخطوة الأولى: التعرّف على الذات و تعيين نقاط القوة و الضعف: قيامنا بذلك يساعد على تحديد عوامل الإجهاد بدقّة. و تختلف هذه العوامل من شخص لآخر بطبيعة الحال، فالعوامل التي قد تسبب الإجهاد لشخص معين قد لا تسبب الإجهاد لشخص آخر، و العكس. و هكذا، فإن كل فرد فريد من نوعه في هذا الصدد، و طبيعة التوتر أو الإجهاد الذي نعاني منه محدّدة لكل واحد منّا، لذلك نحن دائماً الأفضل في تعيين عوامل الإجهاد الخاصة بنا و ترويضها. و يمكننا أيضاً اللجوء إلى خدمات مدرّب أو معالج، و كلن فقط الأساليب التي تعلمنا كيفية التعامل مع الإجهاد و ترويضه هي التي سوف تساعدنا على المدى البعيد.

الخطوى الثانية: قبول عيوب المرء: علينا جميعاً أن نعيش مع الإجهاد. الأشخاص الذين يعانون الإجهاد أمثر من غيرهم هم أولئك الذين يأبون الإعتراف بأن لديهم نقاط ضعف. هم سعون إلى المثالية و يؤمنون بنظرية الكمال…التي دائماً ما تحول إلى نظرية غير قابلة للتحقيق!

الخطوة الثالثة: تقدير ما هو قيّم لدينا: نظراً لطبيعتنا البشرية، فالكفاءات و القدرات لدينا محدودة  كما هو الحال بالنسبة للوقت و الطاقة. و لذلك، فإنه من الضروري إعادة التفكير في ما هو مهم حقاً في الحياة (الأسرة، الهوايات و الراحة…) و ترجمة هذه التوجهات إلى المهنة التي نمارسها و الحياة الأسرية و ما إلى ذلك. و بالتالي فإنه من الممكن لنا أن نرفض ترقية ما لأنه من شأنها أن تسبب لنا قلق و إجهاد و أن تجلب لنا شعور بالفشل و التعرض المفرط لنقاط الضعف لدينا، الخ…

الخطوة الرابعة: أخذ الوقت الكلفي للشعور بالسلام الداخلي: جميعنا بحاجة للشعور بالسلام الداخلي الذي يبدو نادراً جداً في أيامنا هذه. فمن الضروري جداً، على الأقل، أن نسعى للوصول إلى هذه الحالة من الهدوء و الطمأنينة. لذلك علينا تخصيص بعض الوقت كل يوم للقيام بأنشطة معيّنة للاسترخاء، كاللعب مع الأطفال، القيام بالرياضة، النوم، الموسيقى أو رعاية الحيوانات على سبيل المثال، و بالتالي قد تساعدنا هذه النشاطات على الوصول إلى حالة الصفاء. و من الممكن أيضاً اللجوء إلى بعض التنفس بعمق و الصلاة … و لكن ليس هنالك أسلوب أفضل من غيره في القيمة المطلقة. ما يهم هو معرفة أي من هذه الأساليب يسهم فعلاً في إضفاء شعور الراحة و السلام داخلنا.

الخطوة الخامسة: تجنب وضع أهداف طموحة أكثر من اللازم للوصول إلى حالة الرفاه: قد يميل بعض الأشخاص إلى ربط ما يشعرون به خلال أدائهم عملهم مع أهدافهم التي وضعوها لتحسن صحتهم. فلذلك فإنه علينا تشجيعهم على الأخذ بعين الإعتبار التحسينات الصغيرة التي يحرزونها شيئاً فشيئاً و نفرح معهم!