كيفية تقييم و اختيار النظام الأمثل لإدارة الموارد البشرية – نموذج

إن إدارة الموارد البشرية (الدور و المهمة) تلعب دوراً أساسياً باعتبارها “شريك في الأعمال” عند تنفيذ و تطبيق “تكنولوجيا المعلومات” الجديدة في الشركة. إن نجاح هذه العماية تعتمد على الأفراد بصفة أساسية و على كفاءاتهم.

قبل البدء بهذه العملية، فإنه من الضروري أن نفهم تماماً ما هو على المحك عند اختيارنا لحل معين و ليس الآخر. يجب النظر إلى عواقب التغيير على مستوى الأشخاص في الشركة على وجه الخصوص. أنه من الأفضل أن نفوم بهذا التحليل من أجل ضمان تطبيق متكامل و متناغم لهذه العملية. علاوة على ذلك، فإن على نظام “تكنولوجيا المعلومات” الذي يتعيّن علينا اختياره أن يُلبّي الاحتياجات المتنوعة للشركة، مع العلم أنه قد تكون عملية الاختيار هذه مربكة و معقدة بعض الشيء.

إن احتياجات إدارة الموارد البشرية من حيث برامج الإدارة لها أيضاً مقداراً من الأهمية. و هي تتعلّق بثلاث مجالات للنشاط في الشركة و هي:

> إدارة الرواتب: إن هذا البرنامج مسؤول عن جميع البيانات المتعلقة بالتعويضات الفردية، جرد الموارد البشرية و المساهمات الاجتماعية و المحاسية التحليلية للشركة.

> إدارة شؤون الموظفين: و تشمل متابعة سجلّات الموظفين، فضلاً عن إدارة رأس المال الإجتماعي للشركة.

> إدارة الموارد البشرية: و الغاية منها السيطرة على الجوانب التالية من إدارة الشركة: عملية التوظيف، عملية تقييم الكفاءات و الأداء و سياسات التعويض، إدارة الموظفين و بيئة العمل في الشركة و التخطيط للاحتياجات المستقبلية.

الأدوات

في الوقت الحاضر، العديد من نُظم تخطيط المؤسسات هي المسؤولة عن تلبية المتطلبات من حيث إدارة الموارد البشرية و إدارة الشركة ككل.

و من أجل الاختيار المناسب، يتوجب علينا النظر ليس فقط في الجوانب الفنيّة، بل أيضاً في ثقافة الشركة و الجوانب الإنسانية (إسلوب الإدارة، تنوع المستخدمين، الموظفين ذوي مهارات “تكنولوجيا المعلومات” المنخفضة، الخ…).

الممارسة

إن على عملية تطبيق نظام تكنولوجيا المعلومات أن تنفّذ خطوة خطوة و بدقّة متناهية، و ذلك من أجل السيطرة المحكمة على العملية برمتها. و ينبغي من الناحية المثالية أن تمتد الخطوات الأولية بتنوعها (تقييم الأنظمة، المنافسة، الإعداد…) على مدى ستة أشهر كحد اقصى، في حين أن الخطوات التنفيذية (الحصول على البيانات، التخصيص…) تمتد على فترة زمنية أطول.

مثال

نوضّح الخطوات المختلفة لعملية الاختيار هذه باستخدام مثالاً ملموساً:

الخطوة (١): تعريف معايير الاختيار

استناداً إلى التحليلات الخاصة بك، باستطاعتك أن تحدد قائمة بكافة مجالات التقييم الرئيسية (نموذج) التي تعكس الوضع الحالي الخاص بك. و يتوجب عليك تحديد معايير للتقييم لكل من هذه المجالات، و أنه من الممكن أن تطول هذه القائمة و تطول، حيث أنه لا وجود لأي قيود فعلية. و لكن، يجب الحرص على عدم دمج العناصر التي ترتبط بحالات خاصة فقط و ليس عامة.

الخطوة (٢): تعريف مؤشرات قياس لكل معيار

ينبغي قياس كل معيار بطريقة مستقلة، و ذلك باستخدام مؤشرات قياس (نموذج) التي تتيح لنا فعل ذلك بسهولة. علينا تجنب اقتراح عدد متفاوت من الإجابات حيث تبين لنا التجربة أنه في مثل هذه الحالات يميل الأشخاص إلى اختيار الوسط.

الخطوة (٣): إعداد جدول مقارنة

في هذه المرحلة ينبغي علينا تقييم العروض المتنوعة فيما يتعلق بالمعايير المحددة. و هنا مثال على جدول ترجيح (نموذج) يُستخدم لمقارنة ثلاث حلول ممكنة في إطار تكنولوجيا المعلومات. إن هذه الجداول مفيدة و خاصة عند نهاية عملية الإختيار حيث أنها تتيح لنا إمكانية رسم بيانات تقارن حسنات و سيئات كل من الحلول المختلفة التي يجري تقييمها. في هذا المثال، الحل (أ) أفضل من الحلول (ب) و (ج).

الخطوة (٤): تعريف أوزان المعايير

قد تكون بعض المعايير حاسمة أكثر من غيرها نظراً للبيئة الخاصة للشركة أو العمليات و الأنشطة القائمة فيها. في مثل هذه الحالة، قد يكون من المستحسن ترتيب المعايير حسب الأهمية، و ذلك باستخدام جدول لتحديد أوزان المعايير (نموذج). يرجى ملاحظة أنه، في المثال الحالي، الشيء الأهم هو ما يحصل المستخدمون من أدوات مفيدة، حيث أن “الوقت” في هذه الحالة يلعب دوراً ثانوياً.

بإمكاننا الآن تحديث جدول البيانات الذي قمنا باعداده في الخطوة (٣) و ذلك من خلال أخذ جدول تحديد أوزان المعايير بعين الإعتبار. و بالتالي، نحصل على جدول تقييم جديد (نموذج)، و الذي من شأنه أن يصوّر لنا الحل (ب) على أنه أفضل من الحل (أ)، على الرغم قلْة توافره.