برنامج التطوير الإداري (مثال)

إن الغاية من برنامج التطوير الإداري هي ليس فقط المساهمة في تطوير مستوى الموظفين في إطار العمل، بل أيضاً على الصعيد الشخصي لكل موظف. و بالتالي فإن برنامج التطوير الإداري قائم على مبدأ (win/win)، أي أنه يجب أن يستفيد منها كلاً من قيادة الشركة و المدراء في آن واحد.

و تعتبر التنمية أداة في الشركة تساعد على:

١. زيادة القدرة التوظيفية للمدير (داخل و خارج الشركة).

٢. التكييف مع الاتجاهات الاجتماعية و الاقتصادية الجديدة التي تخضع لها الشركة، و بذلك بمقدور الشركة استباق التغييرات و السير نحو الأفضل.

٣. زيادة في إنتاجية الشركة و قدراتها التنافسية التي من شأنها أن تعزز متانتها.

إنه من الأمثل أن يعتمد تطوير مستوى المنظمة على ثلاث مفاهيم مترابطة بقوة و التي تشكل ركائز كل سياسة تهدف إلى تنمية الموارد البشرية في الشركة: التنمية الإدارية، الإدارة بالأهداف و برنامج التدريب (المبادئ التوجيهية).

الأدوات

هنالك ثلاث موارد أساسية من الضروري تواجدها من أجل تنفيذ برنامج التطوير الإداري:

١. الموارد المالية: إن جميع مفاهيم التطوير الإداري يجب أن تتضمن خطة عمل. تبعاً لسياسة تطوير الشركة فإن هذه الميزانية قد تكون أو لا تكون مرتبطة بالميزانية الخاصة بالتدريب.

إن العامل المالي له تأثير قوي على نوعية سياسات التطوير الإداري، و يمكن أن تأخذ دوراً حاسماً عند عملية التنفيذ. للتوضيح، فإن الميزانية المخصصة لبرامج التدريب تمثل عموماً بين 1.3 و 5% من اجمالي الرواتب، و هذا يتوقف على حجم الشركة و قطاع النشاط التي تعمل فيه هذه الشركة.

٢. الموارد البشرية: إنه من الممكن للشركة أن تختار ما بين نوعين من الموارد البشرية:

> الموارد الداخلية: المدراء و المختصّين من داخل الشركة و الذين سوف يتم اختيارهم لتدريب موظفي الشركة.

> الموارد الخارجية: طلب المساعدة من مدربين و خبراء في شركات استشارية (خارج الشركة). في هذه الحالة، يجب اعطاء هؤولاء المدربين و الخبراء مواصفات عمل و مهام محدّدة و مفصّلة لكل عملية تطوير مكلّفون بها.

٣. الموارد التقنية: مثل تكنولوجيا المعلومات و البنى التحتية، و هي ضرورية من أجل تنفيذ القرارات التي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على ميزانية برنامج التدريب. إن برنامج التطوير الإداري أيضاً بحاجة لاستخدام أدوات تقييم مثل الاختبارات المهنية و / أو مراكز التقييم.

الممارسة

قبل البدأ بالتخطيط لانشاء و بناء برنامج التطوير الإداري، فإن يجب على القيم الأساسية الكامنة – أي تلك القيم التي يجب أن تكون مشتركة من قبل جميع مديري الشركة على حد سواء – أن تُحدّد من قبل المجلس الإداري. أما بالنسبة لرسالة برنامج التطوير الإداري (الهدف الأساسي وراء القيام به)، فهي تهدف إلى تجسيد قيم الشركة على أرض الواقع.

إن الأمثلة التالية توضح لنا الخطوات المختلفة التي يتيعين على مخطط برنامج التطوير التنظيمي اتّباعها، و ذلك مباشرة بعد التفاق و التصريح الواضح لقيم هذه البرنامج و هدفه الأساسي. لبناء سليم لمفهوم برنامج التطوير الإداري ينبغي خلال هذه العملية دمج هذين العنصرين التاليين:

١. الفجوة ما بين متطلبات العمل و المهارات الفعلية التي يمتلكها من يقوم بهذا العمل.

٢. متطلبات المهارات – من حيث المعرفة و الدراية و السلوك – الناتجة عن التوجّهات الاسترتيجية للشركة.

إن المقارنة بين المهارات التي يجب أن يمتلكها صاحب العمل و المهارات المطلوب وجودها لتحقيق أهداف الشركة تساعدنا على تحديد الأولويات من حيث اجراءات مخطط التطوير. ينبغي – من الناحية المثالية – أن يتم تطبيق هذه العملية على جميع مستويات المنّظمة. و في حال لم يكن ذلك ممكن، فإننا نستطيع تطبيق هذه المقارنة على الأشخاص الذين يشغرون المناصب الإدارية في الشركة. أو الأشخاص الذين يشغرون المناصب الرئيسية في الشركة.

أمثلة

لنأخذ مثالاً عن شركة ما التي تتخذ ما يلي قيم أساسية لها: الاحترام – المتعة – الكفاءة. لنرى كيف نستطيع توظيف هذه القيم ضمن إطار السلوك الإداري:

> الاحترام: و يمكن أن يأخذ صورة الاستماع و الحوار و الانصاف و السلوك المستقر، و يشمل أيضاً احترام الشخص لالتزاماته و المواعيد النهائية و العمليات، الخ…

> المتعة: و يمكن أن تأخذ صورة روح الفريق و المشاركة، التحفيز و الإبداع، المتعة في العمل، الخ…

> الكفاءة: و يمكن أن تأخذ صورة المهارات التنظيمية، التفويض، التنقّل، الانتباه إلى التفاصيل و صنع القرار، الخ…

تكشف لنا الأمثلة أدناه كيفية صياغة الرسالة أو الهدف الأساسي لعملية التطوير الإداري:

< ضمان تنمية المهارات السلوكية لمدراء الصف الأول، و ذلك من أجل تحسين مواقفهم و تعاملهم مع الزبائن.

> ضمان تقييم جميع فئات المدراء فيما يتعلق بالأنشطة الرئيسية الحالية، و ذلك بفضل الإدارة الفعّالة للكفاءات المتواجدة في الشركة. علاوة على ذلك، يجب على هذا التطور أن يرتبط ارتباطاً وثيقاً بما هو متوقع أن تحتاجه الشركة في المستقبل و ذلك بالإعتماد على خطة عمل واضحة, حيث يجب أن تتلائم القدرة التوظيفية للمدراء مع متانة الشركة.

> تطوير و متابعة المدراء داخل الشركة من أجل الإعداد لعملية “الإدارة بالأهداف” التي من شأنها أن تمكننا من تلبية متطلبات السوق من خلال تطوير العلاقة بين الشريك و العميل على الصعيدين الداخلي و الخارجي.

> العمل على إنشاء بنية مرنة للشركة و شبكة مثالية تخدم الشركة على الصعيد العالمي، و ذلك بفضل قدرة المدراء الجيدة على تدريب الموظفين. و على ذلك أن يعتمد على القدرة العالية لتفويض المهام و تحمل المسؤولية من أجل ضمان جودة عالية و خدمة فعّالة.

عيّنة عن برنامج للتطوير الإداري

هنا تجدون مثال عن جدول لتوزيع المهام و المسؤوليات لبرنامج التطوير الإداري مؤخوذ من الحياة الواقعية.

تفسير الرموز في الجدول:

– المسؤولية:

ا: ادارة العملية (التهيئة و التحكم).

د: دعم المهارات.

ع: العمل على انجاز العملية.

ق: القرارت المتعلقة بالعملية.

س: الاستثمار في مجال التطوير و التمويل.

– الفئات:

الإدارة العليا I

رؤساء الأقسام II

قادة الفرق و المدراء III